
نوافذ (نواكشوط ) ــ لم يحمل تقرير شبكة العربي الجديد التلفزيونية عن محاولة 16 مارس 1981 أي جديد فالمتحدثون جميعا لاكوا معلومات مجترة لا قيمة لها سوى ظهور وجوه لاول مرة تقبل الخوض فى تلك المحاولة الانقلابية
ليس السؤال هل المغرب سلح الكوماندوز الموريتاني فهذاسؤال ساذج أريد له أن يكون شجرة تخفى غابة من الأسئلة الأكثر إلحاحا وجوهرية وغير مهم إطلاقا بل كان من الأهم السؤال ألم تكن المغرب باحتضانها للكوماندوز وإعطاء عناصره أسماء وجوازات وملابس وتجهيزات مغربية تحاول الثأر من ولد هيداله وليس موريتانيا فالرجل لم يستطع أبدا إخفاء ميوله وانتماءاته الصحراوية حتى وهو فى جبهات القتال للدفاع عن وطنه الموريتاني
موريتانيا لم تكن محورا لتلك المحاولة الإنقلابية لقدكانت تصفية حسابات داخل مؤسسة عسكرية موريتانية يقودها موال للبوليزاريو ويتمرد عليه ضباط لم يروا غضاضة فى الاستقواء بالمغرب لإزاحته معتقدين أنهم بذلك يخلصون موريتانيا من التبعية للبوليزاريو بينما يعتقد الرئيس هيداله أن إفشال المحاولة كان نصرا لموريتانيا لأنها لونجحت لابتلع المغرب كل الأراضى الموريتانية
كانت موريتانيا فى الواقع هي الضحية مع أنه لاينبغى التشكيك فى وطنية ضباط 16 مارس فقد دافعوا بشراسة وشجاعة عن السيادة الموريتانية كما أنه ليس من الأخلاقي تخوين ولد هيداله فهو مواطن موريتاني حمل السلاح على اية حال للدفاع عن بلده
لقد اجتهد ولدهيداله حين رأى أنه من المصلحة إيقاف الحرب وتقوية العلاقة مع البوليزاريو واجتهد الانقلابيون عندما رأوا أن التحالف مع المغرب أكثر أهمية ومنطقية لموريتانيا آنذاك من الاعتراف بالبوليزاريو
يقينا كان صراعا رهيبا بين رئيس يجذب بلاده باتجاه البوليزاريو وضباط خرجوا عليه لجذب البلاد باتجاه المغرب
التاريخ لايقرأ بالعواطف ودموع النساء
ثمة شيئ مسكوت عنه غيبه تقرير العربي ولم يستطع كل المتحدثين الاقتراب منه
موريتانيا يومها كانت ريشة فى مهب رياح تزاور عنها ذات الجزائر وذات الرباط لا أقل ولا أكثر
نحن لانخون أحدا ولانطعن فى وطنية أحد لكن التاريخ قاس قوي المراس لايتوقف ليمسح دموع أحد أويستجيب لأفراح أحد فلديه حكمه الذى لايقبل التزوير ويستصغر العنتريات والتزوير واستنفاخ الأحداث حسب المزاج والعاطفة
حبيب الله ولد أحمد