سيدي الرئيس؛ لا تتركوها كالمعلقة!/ المفتش سيدي محمد ولد الطلبه

أحد, 14/12/2025 - 09:12

بسم الله الرحمن الرحيم 
قال تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون). صدق الله العظيم.

تعتبر قضية تسوية علاوات سلك مفتشي التعليم الثانوي والفني من أشد المظالم وقعا؛ وأقدمها عهدا؛ فقد توارثها الرؤساء وتعاقبت عليها المأموريات؛ وتداولها أكثر من سبعة وزراء تعليم وتربية؛ يتركها كل خلف لسلفه؛ دون قول فصل؛ أو أمل في الحل إلى اليوم؛ رغم موضوعية الملف من أصله؛ وقلة عدد المعنيين به من جهة أخرى.
فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني؛ لقد كان مفتشو التعليم الثانوي والفني- حين ظلمهم النظام السابق وضيع حقوقهم - واثقين أن عدالتكم العامة واهتمامكم بالتعليم وأهله وبغضكم الشديد للظلم وممارسته... أمور كفيلة بحل قضيتهم ورفع مظلمتهم؛ في أيام دولتكم أدام الله عزها ومجدها. وإنهم لعلى يقين بذلك مهما طال انتظارهم.
سيدي الرئيس لقد وقفنا بباب كافة وزراء التعليم والتربية في عهدكم الميمون؛ وحاورناهم وبسطنا لهم تفاصيل قضيتنا؛ لكن دون جدوى، ثم وقفنا متظاهرين أمام الرئاسة في ساحة الحرية؛ وأرسلنا إليكم فخامة الرئيس رسائلنا المكتوبة والمشاهدة؛ وتبين بحكم هذا الواقع أنها لم تصلكم؛ لأننا على يقين أنكم تتحملون مسؤولية البلد كله؛ وجربنا أنكم دائما تحرصون على التعليم وتتفهمون مشاكل أهله؛ وهذه القضية تتعلق بهرم المنظومة التربوية؛ ألا وهو سلك مفتشي التعليم الثانوي والفني الذين يتولون الإشراف التربوي؛ وإعداد البرامج الدراسية ومتابعة تنفيذها ميدانيا؛ سعيا إلى تحقيق أهداف الدولة من التعليم؛ وهي خلق مواطن موريتاني صالح.
فخامة الرئيس مفتشو التعليم الثانوي والفني- كما تعلمون- نخبة الأساتذة بدليل نتائج مسابقة اختيارهم؛ وشهادات تكوينهم بعد ذلك لمدة سنتين في المدرسة العليا للتعليم كمفتشين لينتقلوا إلى الدرجة(E8) التي تضم الأطباء الأخصائيين وأساتذة الجامعة؛ دون أن يوجد للمفتشين - وحدهم - مرسوم يطبق العلاوات المنصوصة في سلك اعتمادهم الرسمي؛ كما هو حال نظرائهم. ويدوم هذا الحال أكثر من  اثني عشرة سنة من الزمن في ظل دولة مدنية؛ وتحت مسؤولية وزارة يفترض رشدها؛ ووزراء أيضا كذلك!. 
سيدي الرئيس إن مفتشي التعليم الثانوي والفني اليوم في برزخ بين المنزلتين؛ لا إلى سلك الأساتذة فيستفيدون كما استفادوا؛ و لا إلى سلكهم الرسمي فيكونون مثل نظرائهم من الأطباء وأساتذة الجامعات. فكانوا بذلك كالمعلقة.
   سيدي الرئيس لا أعتقد أنكم تعلمون أن المفتشين محرومون من علاوة الطبشور التي يستفيد منها غيرهم من  المؤطرين؛ كمديري مؤسسات التعليم الثانوي؛  ومديري الدروس والمراقبين العامين؛ ونحن جميعا مؤطرون؛ نعمل كميدانيين في نفس الظروف وتجمعنا علاوة البعد المماثلة. فلماذا نحرم نحن كمفتشين من علاوة الطبشور؛ لنبقى على هذا الوضع؛ وتحت هذا الظلم طيلة كل هذه الفترة؟.
وفي الأخير فخامة الرئيس نلتمس منكم- ونحن واثقون- قرارا تاريخيا خالدا؛ يرفع عنا هذا الظلم؛ وينصف فئة المفتشين التربويين التي يقل عددها عن عدد المسلمين يوم بدر. وذلك بالمصادقة على مرسوم يطبق علاوات مفتشي التعليم الثانوي والفني المنصوصة في سلكهم من جهة؛ ويمنحهم من جهة أخرى حق الاستفادة من علاوة الطبشور كميدانيين يؤطرون داخل الحجرات التربوية؛ كما استفاد غيرهم من المؤطرين منها. 

والله يهديكم ويوفقكم للعدل في رعيتكم.
المفتش: سيد محمد ولد الطلبه.
 12\ 12\ 2025