
واجعل حريمنا حريما آمنا
وكن بحفظه كفيلا ضامنا
ومع ذلك فهى تدور: فالمصالح الأمنية وهي تعلن عن: إنشاء مصلحة مركزية مكلّفة بمتابعة الشؤون الأمنية داخل جامعة نواكشوط.، وعن قرب:" افتتاح مركز أمني داخل الجامعة تحت الاسم الرسمي "مركز الأمن الجامعي"، تنتهك القانون وتخرق الأعراف والممارسات المعهودة :
1-تنتهك القانون: حيث ينص القانون رقم 2010-043، المتعلق بالتعليم العالي، على سلطات الضبط داخل الحرم الجامعي اختصاص أصلي ل:
-رئيس الجامعة الذي عليه أن:"... يسهر على احترام التشريعات والنظم المعمول بها داخل الجامعة باتخاذ كل الإجراءات التى تمليها الظروف." (المادة 18)
- وعميد الكلية المكلف بأن: "... يسهر تحت إشراف رئيس الجامعة، على احترام القوانين والنظم المعمول بها والنظام الداخلي للجامعة في حرم المؤسسة وله أن يتخذ في هذا الصدد كل الإجراءات التى تمليها الظروف." (المادة 23)
2-خرق الأعراف والممارسات المعهودة:
-حيث جرت العادة في إطار سلطات الضبط التي يمتلكها رؤساء الجامعات والعمداء، أن يعمد أولئك الرؤساء حال حدوث اضطرابات بالغة الخطر إلى طلب تدخل القوى العمومية، على أن يكون ذلك في أضيق الحدود وبما هو ضروري للغاية.
-وأنه حتى في الدول الأقل ديمقراطية، يعمد في إخراج فرض وجود نقطة أمنية دائمة داخل الجامعة إلى تسويق وجود طلب من الجامعة واتفاق مشترك تخضع النقطة فيه لقوانين الشرطة ولوائح أمن الجامعة، ومع اعتماد التنسيق بينها والأمن الجامعي وتحديد واضح لمجال التدخل وحدود المسئولية.
منذ بداية عصر الحكم العسكري الصريح والديمقراطي الهجين، ظلت مسئولية إدارة الأمن خارج التكليفات المتاحة للمدنيين، بل وحتى أفراد قوى الأمن أنفسهم، حيث ظلت حكرا على ضابط سام مرتبط بعلاقة زمالة انقلابية مع رئيس الدولة أو رئيس الجمهورية. وبحكم تلك العلاقة يكون خارج السيطرة؛ فلا يكون معنيا بسلطات جهة وصاية حتى ولو كانت "وزارة الداخلية "، أو بسلطة هرمية رئاسية بمرتبة "المدعي العام"
والحال ذلك:
مع كامل الامتنان ، اقترح على السيدة الوزيرة في حدود المتاح ، هذا الاقتراح:
-أن تعذر رئاسة الجامعة، طواقم التدريس، الاتحادات الطلابية وجميع قوى الشعب الحية حين لاذوا بالصمت المبين في وجه قرار إدارة الأمن.
- مقابل أن نسامحها على ما سببه لنا تصديها البطولي للتعليق على القرار المخالف للقانون من حرج.
على أن يبقى حرج فقد وظيفتها بمناسبة تقديم رأي شخصي ناصح معلقا بناصية سلطات ما فتئت ممارساتها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها تضيق ذرعا بكل ناطق عاقل.
"il n'y a que les petits hommes, qui redoutent les petits écrits."
"وحدهم ضؤلاء الرجال من ترعبهم الكتابات مهما ضؤلت "
Pierre-Augustin Caron de Beaumarchais
الأستاذ يعقوب السيف

