التعليم يستأثر بحديث رئيس الجمهورية في عدل بكرو..تعرف على أبرز ما قاله عنه...

ثلاثاء, 11/11/2025 - 22:45

نوافذ(نواكشوط) ــ استأثر موضوع التعليم بالجزء الأكبر من حديث رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال لقائه ليلة البارحة بأطر ووجهاء مدينة عدل بكرو، حيث أكد أن إصلاح التعليم يشكل المدخل الحقيقي لبناء مجتمع متماسك ومنتج، وقادر على مواجهة تحديات التنمية والوحدة الوطنية.

رئيس الجمهورية قال إن المجتمعات غير المتعلمة يصعب تسييرها، بينما يسهل اختراقها وتفكيكها من قبل العدو.
وأضاف ولد الغزواني في حديثه البارحة أمام أطر "عدل بكرو" أن المجتمع غير المتعلم تضعف إنتاجيته وتقل فاعليته، ويكون غير قادر على مواجهة الأزمات.
وأكد الرئيس الموريتاني أن الشرائحة والتراتبية التي لا معنى لها والوهمية والقبلية والجهوية كلها سلبيات لا يمكن أن تسود في المجتمعات المتعلمة، لكنها تسود في المجتمعات غير المتعلمة.
وأضاف ولد الغزواني: "مواجهة هذه الآفات تتم بالخطاب وبالبرامج التنموية لكن حلها الجذري لا يمكن أن يكون إلا بالعلم والعلم طريقه التي توصل إليه المدرسة؛ وانطلاقا من ذلك وتجسيدا لهذه الرؤية نعكف على وضع الأسس لتعليم جيد يستفيد منه جميع أطفالنا ويكون جسر عبور للنمو والازدهار الذي ننشده، وفي هذا الإطار جاء مشروع المدرسة الجمهورية الذي أخذت له التدابير حتى وصل للبرلمان كمشروع قانون توجيهي، وهو مشروع فكرته من عندنا لكن تفاصيله جاءت من الخبراء والمواطنين والمرجعيات الموريتانية، منتخبين أصحاب تجربة كما نظم تشاور كبير حوله.
قرار المدرسة الجمهورية اتخذ قبل أربع سنوات وأؤكد لكم أنه لم يكن قرارا سهلا بل كان صعبا، لأنه جاء ليفرض التعليم الأساسي في المدرسة العمومية على جميع الأطفال الموريتانيين مع أن البعض لم يفهمه، والبعض الآخر شكك في قدرة الدولة على تنفيذه، فيما طلب آخرون بالتريث وعدم الاستعجال ، والجميع قالوا إنه صعب وأنا أتفق معهم في صعوبته، وعندهم الحق في طلب التريث لأن القرار جاء في مرحلة المدرسة المقترحة للأسر كبديل عن التعليم الخصوصي ليست قادرة على استيعاب كل الأطفال القادمين من المدارس الخصوصية، ولا ينبغي أن يفهم من هذا أننا ضد المدارس الخصوصية فنحن معها ومع كل ما يزيد من قدرة استيعابها للأطفال داخل المدارس، لكن إعلان المدرسة الجمهورية جاء في وقت لم تكن عندنا حجرات لاستيعاب التلاميذ في المرحلة الأساسية  
ولا طواقم تدريسية ولا حتى الدعامات التربوية إذن إذا قيل إن القرار صعب فقائل ذلك محق لا شك.
بعض الأسر اعتبر أن هذا القرار ظلم الأسر الموريتانية التي كانت تدرس أبناءها في المدارس الخاصة لأنه يفرض عليها نقل أبنائها من مدارس مناسبة توفر تعليما جيد إلى ظروف صعبة، كما أن القرار أدى لفقدان عشرات المستثمرين لمشاريعهم الاستثمارية ومئات المدرسين لوظائفهم في المدارس الخصوصية، وكل وهذا صعب علينا فنحن نسعى لتوفير العمل لا لزيادة أرقام البطالة  كن الهم العام لا بد فيه من ترتيب أولويات، وقد ظهر لنا أن مصلحة البلد ولو في المستقبل تقتضي إطلاق مشروع المدرسة الجمهورية وأنا متفائل بأنه سيعطي نتيجته في مجالات مهمة جدا ، وأعتبر أن هذا الإصلاح ككل إصلاح لا بد أن تكون له خسائر لأن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحدث دون خسائر هو ما بدء فيه من جديد فقط، فالإصلاح لا بد له من خسائر ، وبما أن التعليم هدفه هو تربية الأجيال ومستقبل البلد فلا بد من التضحية لإصلاحه ، وهذا الإصلاح كنت وما زلت أعتقد أنه ضروري للبلد وهو المناسب لتجانسنا وتماسك أجيالنا الصاعدة وتهيئة مستقبل بلدنا.
وصل الإصلاح اليوم لسنته الرابعة وقد تطلب ذلك استثمارات  كبيرة في البنى التحتية والحجرات المدرسية نحو 5400 حجرة بنيت في السنوات الأخيرة ، والطواقم تم تعزيزها ب 13000 مدرس وعاكفون في برنامج 2026 و2027 على بناء 8000 حجرة دراسية، واكتتاب آلاف المدرسين.
إضافة إلى هذا الإصلاح والاستثمارات الكبيرة في التعليم الثانوي استثمرنا في التعليم العالي والتكوين المهني فلكي نزيد الفرص الحاصلين على الباكلوريا استثمرنا في مدارس ومعاهد عديدة، كما استثمرنا في التكوين المهني لإتاحة الفرصة لشبابنا الذي لم يتجاوزوا مراحل كبيرة في المدرسة، هؤلاء الشباب الذين يجب أن نشجعهم على إكمال دراستهم ومن لم يستطع منهم ذلك يجب أن لا يقصر عن مستوى يمكنه من الولوج لمدرسة مهنية ، هذه المدارس المهنية ضاعفنا خمس مرات العدد الذي وجدناه منها حيث كانت طاعة لاستيعاب 4000 واليوم لديها ما يستوعب 20000 طالب، بالإضافة إلى أننا عمليا على جودة التكوين سواء في المدرسة أو في التكوين المهني فنحن حريصون على هذه الجودة ونبحث في التكوين المهني عن مدرسين أكفاء . 
 حرصنا أيضا على إدخال جرعة من التمييز الإيجابي للأطفال في القرى والمجتمعات الأقل حظا في التعليم من خلال إجراءات التمييز الإيجابي للأسر الضعاف أو من كانوا أقل حظا في التعليم حيث تم في هذا الإطار:  
ــ تعميم المنحة في التعليم العالي على كل الطلاب القادمين من أسر مسجلة في السجل الاجتماعي
ــ اعتماد برنامج التمييز الجمهوري الذي يتعلق بولوج إعداديات وثانويات الامتياز التي تدخل بالمسابقات فقط لمحدودية استيعابها، فقد ظهر أن بعض الفئات إذا لم يجدوا آلية غير المسابقات لا يمكنهم الولوج لهذه الثانويات، لأنهم درسوا في ظروف خاصة، ونتيجة لهذه الملاحظة خصصنا لهم نسبة تؤخذ من الأطفال الذين  أسرهم في السجل الاجتماعي لتدخل في مدارس الامتياز، ويتم تنظيم دروس إضافية لهم لتمكينهم من الالتحاق بزملائهم الناجحين بمعدلات كبيرة في المسابقات ،ونتائج هذه التجربة جيدة ومكنت عددا من التلاميذ من التميز في هذه المدارس والنجاح فيها. 
ــ سكن ومعاش داخلي في عشرات المؤسسات الثانوية في المناطق النائية والهشة.
بالرغم من هذه الجهود ما زال التعليم بحاجة لجهود أكبر لتعميمه والتحسين من جودته، وقد وجهنا الحكومة بالعناية بالمدرس وظروفه، ووضعه في الظروف المادية والمعنوية المناسبة لتأدية مهمته النبيلة، لأن المدرس يستحق على الدولة والمجتمع التبجيل والتكريم.
البارحة في باسكنو نوهت بالقوات المسلحة واللية من عدل بكرو أنوه بدور المدرس لأن دوره مهم وما تقوم به الطواقم التعليمية في القرى والأرياف عمل جبار، فإذا كان العسكريون يحمون البلد ويؤمنونه فالمدرسون في أماكن نائية يقومون بدور جبار في تربية أبناء موريتانيا، والدولة لن تدخر جهدا في سبيل تحسين وضعية المدرس ، لكن المجتمع والأسرة يجب أن يشعرا المدرس أنهم سند له وأنهم يقدرون دوره، يجب أن نتعاون جميعا لنشعر المدرس بأننا مثمين ومقدرين لدوره.
أوجه نداء لكل النخب السياسية والثقافية والاعلامية والاقتصادية من أجل هبة وطنية تجعل المدرسة في قلب اهتماماتنا فأي استثمار في المدرسة والمدرس لن يحدث إلا ورأينا نتائجه المضمونة من خلال محو الفوارق ...
الاستثمار في المدرس يساهم في محو الفوارق وزيادة التماسك وانسجام المجتمع والتنمية والقدرة على مواجهة الصعاب والهزات.