نوافذ(نواكشوط) ـــ استعرض القائم بأعمال السفارة السودوانية في موريتانيا، سعادة السفير عبد الحميد بشرى، تطورات الأحداث التي شهدها مدينة الفاشر خلال الأيام الأخيرة، على وقع ما وصفه بالانتهاكات الوحشية والعمليات القذرة التي شهدتها المدينة بعد دخول ميليشات الدعم السريع إليها في 26 من شهر أكتوبر المنصرم، بعد حصار خانق دام أكثر من سنتين.
واستغرب، عبد الحميد بشرى، في ندوة صحفية نظمها البارحة بمقر السفارة في نواكشوط، وبحضور أعداد من أفراد الجالية السودانية في موريتانيا، صمت المجتمع الدولي عن هذه الانتهاكات الرهيبة التي وثقتها المنظمات الدولية الإنسانية في مقاطع وتقارير وحتى صور أقمار صناعية أظهرت حجم البشاعة من خلال الدماء التي ظهرت في شوارع المدينة وتكدس جثث مئات القتلى والجرحى.
وأوضح الدبلوماسي السوداني أن المدينة تعرضت على مدى سنتين لحصار خانق دفع السكان إلى تناول علف الحيونات من شدة الجوع، قبل أن تقوم ميليشيات الدعم السريع مدعومة من راعيها الإقليمي الذي وصفه بالمعلوم، ودولة جارة للسودان، باقتحام المدينة بعد استخدامها الكثيف للطيران المسير والأسلحة المحرمة دوليا، مما دفع الجيش إلى الإنسحاب للمحافظة على سلامة المدنيين، وهو ما لم يحدث للأسف، يقول السفير، حيث عمدت المليشيات إلى عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي، يذكر بماجرى في روندا والبوسنة في تسعينيات القرن الماضي.
وكشف سعادة السفير عن رفض بلاده أي حوار أو مفاوضات أو هدنة مع المليشيات مجددا تصميم الجيش السوداني على الدفاع عن البلاد حتى تطهيرها كليا من المليشيات.
وأكد أن هزيمة الميليشيات وطردها من دارفور سيكون قريبا، مثلما تم طردها من الخرطوم وبقية الولايات التي كانت تحتلها وترتكب فيها أبشع الجرائم.
وكشف السفير أنه بعد هذه الجرائم في الفاشر أصبحت المدينة خالية من سكانها الذين قتل منهم المئات، ونزح عشرات الآلاف الى خارجها.
وطالب السفير السوداني في موريتانيا المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيات الدعم السريع كمنظمة إرهابية خصوصا بعدما شهد عليه العالم من جرائم وعمليات قتل مروعة في مدينة الفاشر.
وعبر السفير عبد الحميد بشرى عن المرارة وخيبة الأمل من الجامعة العربية لسكوتها وعدم وقوفها إلى جانب السودان في هذه المحنة، خصوصا أن تاريخ السودان معروف في مساندة الأشقاء والهبة الأخوية الصادقة لنصرتهم كلما دعت الحاجة.
وأشاد سعادة السفير عبد الحميد بشرى بمتانة وتطور علاقات السودان وموريتانيا وبما لقيه من تجاوب من طرف السلطات الموريتانية في كل ما يخص شؤون الجالية السودانية في موريتانيا، موجه شكره لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وللحكومة والشعب الموريتاني الذي احتضن بكل أخوة أشقاءه السودانيين.
