
ظل الأساتذة في مجال الترقيات محافظين على وحدة الصف المهنية، فلم يقص أستاذ مساعد(أستاذ مرحلة أولى) من ترقية لأن أستاذ مرحلة ثانية أحق منه بها لفارق الدرجة..
عمل كثير من أساتذة المرحلة الثانية تحت إمرة رؤساء مؤسسات تعليم إعدادي، وأحيانا مديرن جهوين من أساتذة المرحلة الأولى..
وأتذكر أنني-في أحد الملتقيات التي من ضمن مواضيعها الاتفاق على معايير شفافة للترقية- دخلت ما يشبه الخصومة مع زميلين كريمين من مفتشي التعليم الأساسي يقترحان اعتبار فارق الدرجة في الترقيات، فليس مقبولا عندهما تسمية مفتش مساعد مديرا جهويا، ولا مفتش مقاطعة ما دام المفتشون المكملون موجودين..
فالأستاذ أستاذ مهما كانت درجته، والمفتش مفتش مهما كانت رتبته..أما الألقاب والدرجات المهنية فلا قيمة لها في جوهر الرسالة التربوية، ومكانها خانة المبلغ الصافي الموجودة أسفل كشف الراتب..
اليوم شاهدت صناديق اقتراع مكتوبا عليها: أستاذ إعدادية، فاتضح أنه توجد أخرى مكتوب عليها أستاذ ثانوية..
وتوجد صناديق خاصة لفئات المعلمين: معلم مساعد، أو مساعد عقدوي، معلم رئيس إلى آخر الألقاب التجزيئية...
هذا شيء مؤلم، لإنه إيغال في التقطيع، والتفريق، لكسر قوة الاتحاد، والتضامن.
لا نستغرب أن نرى غدا صناديق تصويت مكتوبا عليها: أستاذ إعدادية قصير، أستاذ ثانوية طويل، معلم مساعد عقدوي أسود، مساعد إطار أسمر، معلمة نحيلة، معلمة بدينة، أستاذة املكشيه، أستاذة عظيمة الأرداف...إلخ، وليس للتشظي حدود..
والتشظي المقلق الخطير هو ما بظهر في العدد الهائل من نقابات التعليم..
التشظي يخدم الخصم، الخصم يريد أن يراك بعدسة مكبرة عندما تصبح كائنا مجهريا...

