
نوافذ(روصو) ــ في روصو، مدينة النهر والزرع والضوء، انطلقت صباح أمس تحت إشراف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الحملة الزراعية بوسم 2025 ــ 2026م وسط أجواء احتفالية جمعت بين هيبة الدولة ونبض الميدان. مشهدٌ متكامل الألوان والأصوات، التقت فيه الرسميات بالبساطة، وامتزجت الخطابات بالتطلعات في لحظة وطنية استثنائية.
كانت كاميرا "نوافذ" تتنقل بخفة بين الحضور، ترصد الملامح والابتسامات، وتوثّق فسيفساء من الحضور ضمّت وزراء حاليين وسابقين، ورجال أعمال، وسياسيين، وإداريين ودبلوماسيين، في كشكول جمع مختلف المشارب والأجناس؛ مشهد يوحي بأن الأرض وحدها قادرة على جمع هذا الطيف الواسع حول مائدة الأمل.
لكن ما خطفته العدسات خلسةً كان أجمل من كل الخطب: لحظاتٌ إنسانية سرقها المسؤولون من صرامة البروتوكول؛ ابتسامات عفوية، ومصافحات خرجت عن الإطار الرسمي، وضحكات قصيرة تبادلوها كمن يستعيد نسمة حياةٍ وسط جفاف المواعيد والمراسيم. كانت تلك اللحظات الصغيرة تذكيراً بأن خلف البزّات الرسمية قلوباً تعرف الفرح حين ترى الأرض تُزرع والأمل يُروى.
وفي خلفية المشهد، ظلّ النهر ساكناً كمن ينصت، والهواء محمّلاً برائحة التربة الطازجة، فيما الكلمات تتعانق على المنصة عن الأمن الغذائي، والاعتماد على الذات، واستنهاض روح الزراعة في كل بيت وقرية.
كانت روصو في ذلك اليوم أشبه بقصيدةٍ تُتلى على لسان الوطن، تبدأ بحب الأرض وتنتهي بوعد الحصاد.
فمن بين العدسات والابتسامات والخطب، برزت حقيقة واحدة: أن الزراعة ليست مجرد موسم، بل ذاكرة وطن تتجدّد كل عام.

































