
نوافذ(ألاك) ــ مع حلول فصل الخريف في موريتانيا — الممتد عادة من نهاية يوليو إلى أكتوبر — يتجدّد الشغف بالبادية، وخاصة في ولايات الشرق والوسط مثل لبراكنه، حيث نجد تامورت أجرادية تنبض بحياة جديدة مع خضرة الطبيعة والمياه التي تزيد المشهد جمالا وروعة.
تقع تامورت اجرادية شرق قرية "العزلات" بمقاطعة ألاك في ولاية لبراكنه وتحتل موقعًا بارزًا بين الوجهات الخريفية، بفضل موقعها الاستراتيجي على طريق رئيسي معبد، وقربها من مدينة ألاك(30 كلم جنوبا)، مما يجعلها ذات جاذبيةٍ سياحية عالية للموريتانيين من مختلف الولايات.
وتُصنّف "أجرادية" ضمن المنتزهات الموسمية التي تنتعش في الخريف بفضل تجمع الغطاء النباتي والمياه، ما يجعلها لوحة طبيعية دافئة وهادئة لا تتوفر عليها المدن.
تحوّل اقتصادي خفيف: تأجير الخيام
تزايد الإقبال السياحي على هذه المنطقة دفع بعض المستثمرين المحلّيين إلى إقامة خيام تُؤجّر للسياح خلال موسم الخريف، حيث يقيم الزائرون فيها بأنفسهم، ويعتمدون على توفير وسائل الإقامة والترفيه ذاتياً.
إن جمال الطبيعة الخريفية في “تامورت أجرادية” يجعلها محط أنظار الجميع، ومقصدًا لرحلات السياحة الداخلية لقضاء عطلات مميزة بعيداً عن صخب المدن.
بزيد ولد محفوظ أحد عشاق اجرادية يُقيم بإحدى الخيام التي أجرها عند الوصول، يستمتع بالليل تحت السماء الخريفية وضجيج الأصدقاء.
أما محمد الامين فيقول لنوافذ إن اعتاد الاستجمام في اجرادية، حيث يقيل فيها أكثر من مرة، ويقوم بتوفير ما يحتاجوه من مأكل ومشرب (من ألبان وأطعمة محليّة)، ومستلزمات الراحة والترفيه مثل ألعاب سهلة وبسيطة — ويصف الأجواء بأنها تجمع بين الهدوء، الدفء، والمشاركة الثقافية البدوية.
أصبحت تامورت أجرادية في ولاية لبراكنه من أبرز وجهات الخريف للاستجمام في موريتانيا، لما تحويه من مناظر طبيعية خلابة وسهولة الوصول إليها، مما جذب آلاف الزائرين سنوياً، وهو الإقبال الذي دفع بالمستثمرين المحليين إلى إنشاء خيم تُؤجَّر للسائحين، الذين بدورهم يعتمدون على أنفسهم في توفير وسائل الراحة والترفيه.