
نوافذ (لبراكنه) ــ مع بداية موسم الخريف في موريتانيا، انطلقت مجموعات من الشباب في رحلات سياحية داخلية نحو المناطق التي تتجدد فيها الطبيعة وتتنفس الأرض خُضرةً وصفاءً. ومن بين الجبال والوديان، وعلى ضفاف العيون المتدفقة، بدأت رسائلهم العاطفية والمرحة تتقاطر نحو من تخلفوا عن الركب، سواء في نواكشوط أو في المنافي البعيدة.
عدد من هؤلاء الشباب أرسلوا رسائلهم عبر "نوافذ" للمتخلفين عن الخريف مؤكدين أ،
"الخريف لا يُروى، بل يُعاش.. أين أنتم؟"
هكذا تحوّل الخريف إلى ما يشبه المهرجان المصغر، لا تنظمه جهة ولا تحده خريطة، بل ترسمه خطوات الشباب التائقين للهدوء، البساطة، واستعادة العلاقة مع الأرض. أما من بقوا في نواكشوط أو ظلوا عالقين خارج الحدود، فلم يكن أمامهم سوى متابعة تلك الرسائل المصورة، ومواساة أنفسهم بعبارة تتكرر في كل تعليق:
"في الخريف القادم، لن نتخلف."