ولد التاه المرشّح الذي لن يخسر...

خميس, 29/05/2025 - 12:26

نوافذ(نواكشوط) ــ زخم حملة مرشح موريتانيا لرئاسة البنك الإفريقي للتنمية سيدي ولد التاه غير مسبوق، ودرجة الاهتمام الرسمي بهذا الترشح غير مفهومة بالبداهة. فلا تقاطع بين المسار الوظيفي للمدني سيد ولد التاه بمسار ترقي الضابط العسكري الذي سيتوج بتقلد الوظيفة الأسمى في الدولة، دون أي مؤازرة ذات بال من الإطار الاقتصادي المشغول حينها بتدبير شؤون المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا. 
كما أن مزاملته للوزير الأول الحالي الوجيزة للغاية في حكومة يحي ولد حدمين غير كافية لتبرير كل ذلك الجهد، بل الجهاد الذي همين على النشاط الرسمي للحكومة الموريتانية طيلة هذه الحملة.
ولد التاه لم يأت من الشارع ولم يكن عاطلا عن العمل، بل مديرا للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا.
موريتانيا تستحق رئاسة البنك الإفريقي للتنمية وسيدي ولد التاه جدير بتلك الثقة، ومع ذلك فإن وصوله لرئاسة البنك الإفريقي للتنمية لا تمنح مزايا اقتصادية استثنائية لموريتانيا. 

جهاد دفع وطلب في سبيل ولد التاه 
 الجهاد الذي طبع هذه الحملة اعترته أحكام الدفع والطلب:
- فهو جهاد دفع بالنسبة للاقتصاديين والمتصارعين على النفوذ السياسي لإبعاد خصم لدود تخلق عودته للساحة الوطنية في هذه اللحظة خطرا على ما رصدوا من خطط للمشاركة في السلطة والاستئثار بها، لو أمكن.
- وهو جهاد طلب بالنسبة لفاعلين دوليين وإقليميين يحرصون على إحراز آلية تأثير حقيقية فى مجريات الأحداث داخل القارة، من المدخل الاقتصادي، بعد أن طوحت بهم السياسة خارج دائرة التأثير داخل مجال واسع من القارة الحلوب. وهو جهاد طلب كذلك، بالنسبة للذين يريدون له مستقبلا دورا محليا، بحيث تكون رئاسة البنك الإفريقي مرحلة تربص للرجل خلال الفترة الفاصلة عن انتخابات 2029، تمهيدا لإعادة إنتاج تجربة اقتصادي دولي آخر ذات انتخابات عرفتها البلاد تسعينيات القرن الماضي؛ مع فارق استحواذ ولد التاه على أذن أو أذني الرئيس الممارس المنصرف.

"وَسْعُ المَرْجَعْ"
نتائج المرشح سيدي ولد التاه ستكون بالغة الأثر في ما يصار إليه من تعديل حكومي أو وزاري؛ فنجاحه يدفع باتجاه تقليص نطاق التغيير، ليكون في حدود تعديل وزاري محدود.
لكن، في ضوء الجهد الذي بذل لتسويق هذه الكفاءة وحجم الدعاية ودرجة الاقتناع بالمرشح، وحال عدم تقدير القارة لما آثرتها به موريتانيا، سيمثل الحصول على وظيفة محلية مناسبة لولد التاه أنسب رد على عدم اختياره لرئاسة البنك الإفريقي.  
مرحليا ستكون الوزارة الأولى خطوة متاحة لمسلسل رد قد يدفع تمكن الخبير الاقتصادي الطموح من أذن الرئيس إلى تقديمه في جزأين ، تبدأ حلقات الثاني منهما في أفق صيف العام 2029، من يدري!