خطاب وزير التنمية الحيوانية في افتتاح الأيام التفكيرية حول الاكتفاء الذاتي في مجال التغذية الحيوانية

جمعة, 09/05/2025 - 15:36

خطاب معالي وزير التنمية الحيوانية  
بمناسبة افتتاح الأيام التفكيرية حول الاكتفاء الذاتي في مجال التغذية الحيوانية الواقع والأفاق 

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم

• السيد الوالي
• السيد رئيس الجهة
• السيد مستشار الوزير الأول المكلف بالزراعة والتنمية الحيوانية 
• السيد الحاكم 
• السيد العمدة 
• السيد المكلف بمهمة ممثل وزير الزراعة والسيادة الغذائية
• السيد رئيس الاتحادية الوطنية للتنمية الحيوانية
• السادة المنتخبون
• السيد رئيس رابطة عمد لعصابه
• السادة رؤساء وممثلو التنظيمات المهنية للمنمين
• السادة القادة العسكريون والأمنيون
• أيها الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله

يسعدني أن أشرف اليوم من مدينة كرو بولاية العصابة، مدينة العلم والثقافة والإبداع، على حفل انطلاقة الأيام التفكيرية حول الاكتفاء الذاتي في مجال التغذية الحيوانية-الواقع والأفاق.
 
أيها السادة والسيدات 
يشكل قطاع الثروة الحيوانية ركيزة أساسية في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للبلد من حيث مساهمته في الناتج المحلي الخام -حوالي 10% -وتحقيقه الأمن الغذائي وتشغيل اليد العاملة ومكافحة الفقر في الوسط الريفي وتوفير الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء وتوفير نسبة معتبرة من حاجيات البلد من الألبان.
وقد تأكدت هذه المكانة خلال إشراف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على إطلاق فعاليات المعرض الوطني للثروة الحيوانية في الثلاثين من شهر مارس 2021 في تمبدغه.
حيث أعلن فخامته عن قرارات هامة تستهدف تثمين الإنتاج الحيواني، وخلق قيمة مضافة عالية لمختلف الشعب الحيوانية وتحسين الإنتاجية والقدرة التنافسية لمنتجات الثروة الحيوانية ومشتقاتها.
وجاء برنامج “طموحاتي للوطن” لتأكيد العناية الخاصة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية لهذا القطاع.

وقد حظيت التغذية الحيوانية، موضوع اجتماعنا اليوم، بمكانة خاصة في هذا البرنامج، حيث نص فخامته على تعهد بوضع "تصور وتنفيذ برنامج وطني لإنتاج الكلأ. وتتمثل الأهداف المتوخاة في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي للثروة الحيوانية الوطنية والحد من الاعتماد على السوق الخارجية وترقية تنافسية سلاسل القيمة الحيوانية".
ولذلك وجهت حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي، من أول يوم، بالإسراع بوضع الخطة المطلوبة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي للثروة الحيوانية.

أيها السادة والسيدات
إن هذه الأيام التفكيرية التي اقترحتها الاتحادية الوطنية للتنمية الحيوانية ستعيننا في تشخيص واقع التغذية الحيوانية، وآفاق تطويرها، ضمن رؤية الاكتفاء الذاتي المنشود التي رسمها فخامة رئيس الجمهورية. 
ولاشك أن الأمر يبدأ بالتعرف على مختلف ركائز التغذية الحيوانية، فهناك:
1- الموارد الرعوية الطبيعية: ويتمثل العمل المطلوب في حسن تسييرها  وحفظها وحمايتها من الحرائق؛
2- زراعة الأعلاف: وهي على رأس المصادر البديلة لضمان تغذية حيوانية طيلة السنة؛
3-  المخلفات الزراعية والصناعية: التي أصبح تثمينها اليوم مصدرا لا غنى عنه؛
4- الأعلاف المركزة: التي لها دور  أساسي في زيادة الإنتاجية وتمثل دورا مكملا لمختلف اختلالات التغذية الحيوانية.

ونأمل من هذه الأيام أن تفيدنا بواقع وآفاق منظومتنا للتغذية الحيوانية عامة، وخاصة في هذه الركائز  الأساسية.

وإنه من دواعي السرور أن نرى ما وصلت إليه ركيزة زراعة الأعلاف اليوم، في نواحي عديدة من الوطن، وفي كرو بصفة خاصة، حيث نجتمع اليوم، بفضل مبادرات خصوصية شجاعة، وكذلك بفضل جهود قدمتها جهات عمومية مختلفة في مقدمتها مشاريع وزارة الزراعة والسيادة الغذائية صاحبة الاختصاص الأصيل في هذا المجال.

أيها السادة والسيدات
إن لقاءنا اليوم يمثل بالنسبة لي سانحة للتذكير ببعض ما تم إنجازه في مجال التنمية الحيوانية:
فقد قام قطاعنا بتهيئة النصوص اللازمة ووضع الإطار المؤسسي لعمله.
 كما بذل جهودا كبيرة لتحسين الصحة الحيوانية وتعزيز الصحة العمومية البيطرية من خلال تنفيذ حملات سنوية للتلقيح ضد الأمراض الحيوانية الأكثر انتشارا، وقد تميزت الحملة هذه السنة بالتطعيم المجاني ضد الأمراض الرئيسية.
كما تم تعزيز المراقبة المستمرة للأمراض الحيوانية في إطار جهود الشبكة الوطنية لمراقبة الأمراض الوبائية الحيواني، كما تم تعزيز قدرات المكتب الوطني للبحوث والتنمية الحيوانية والنظام الرعوي في مجال تشخيص الأمراض الحيوانية.
وفي مجال تحسين الإنتاجية والقدرة التنافسية لمنتجات الثروة الحيوانية ومشتقاتها قام القطاع بحملة لتحسين سلالات الأبقار على مستوى شبكة محطات في الحوضين والعصابة وكيدي ماغة و كوركول و لبراكنة و الترارزة.
كما عمل مركز التدريب المتخصص في تقنيات التنمية الحيوانية في إديني على تطوير تقنيات نقل الأجنة مكنت من الحصول دوريا على منتجات ذات إنتاجية مرتفعة، ويعمل القطاع على إعداد استراتيجية وطنية للتحسين الوراثي ستمكن من تحديد التوجهات الكبرى في هذا المجال.
وفي مجال شعبة الألبان، تم تشييد مزارع نموذجية حديثة لإنتاج الحليب، و مراكز لتجميع الألبان، كما تم العمل على إعادة تأهيل الشركة الموريتانية لمنتجات الألبان في النعمة ووضعها على طريق الاستدامة.
وفي مجال شعبة اللحوم الحمراء يعمل القطاع منذ أشهر على تأهيل شركة مسالخ موريتانيا لتيسير تقيدها باشتراطات الصحة العمومية والسلامة الغذائية، في انتظار إنشاء مسلخ عصري طبقا للمعايير الدولية، كما تجري دراسة إنشاء مسالخ وأسواق مواشي جهوية لتلبية الطلب الماس إليها.

السادة والسيدات؛
يطيب لي قبل أن أنهي كلمتي هذه أن أشكر شريكنا الإستراتيجي الاتحادية الوطنية للتنمية الحيوانية على تنظيم هذه الأيام التفكيرية حول موضوع من أهم اهتماماتنا اليوم.
 كما أشكر كافة المنظمات المهنية التي تعمل معنا يدا بيد لعصرنة وتنمية القطاع.
معًا يمكننا أن نحقق الكثير، ومن ذلك الاكتفاء الذاتي في مجال التغذية الحيوانية.

وفي الختام أعلن على بركة الله افتتاح الأيام التفكيرية حول الاكتفاء الذاتي في مجال التغذية الحيوانية-الواقع والأفاق- متمنيا لأعمالكم كل النجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.