عن الحق فى احترام الحياة الخاصة
وفى نواته الصلبة "الحق فى الحميمية":
فى المطلق، حقائقنا الذاتية مبنية على الغرائز، لكن فضيلة التمتع بالحق فى الحميمية هى ما يسمح للأفراد بالتحكم فى تحديد الصورة المدجنة التى تصل الآخرين عنهم، حيث يتأتى لهم بفضله رسم أبعادها وفق مقاسات الضبط الجمعي.
على ذلك، فإنه فى كل مرة يتم فيها انتهاك الحميمية، لن يظهر غير الحقيقة الذاتية على أصلها.
إن الخطر على النمط ليس وجود تلك الحقيقية المتماهية مع الذات والمطلقة فى الصنف البشري، بل هو التهاون فى حماية الحياة الخاصة؛ إذ حين يتم انتهاكها ويسلب الأفراد القدرة على اختيار الصورة التى يريدون أن تصل الغير عنهم، فإنهم سيستسلمون لقدرهم بالظهور على حقيقتهم الذاتية، ولن يسعهم إذ ذاك إلا أن ينطقوا، بنبرة عالية وموحدة، كما كل من ينبهه غيره على كونه فى وضعية تعر : "يعملني" معلنين بذلك فى كل مرة عن تقليص منطقة اللامساس ؛ بدخول أفعال وممارسات كانت تمارس سرا دائرة الإباحة، وحينها سيستبين حماة النمط من المفتشين في سرائر الناس و أسرارهم أن حقائقنا الذاتية ،التى طالما سعينا للاحتفاظ بها بعيدا عن عين الرقيب الجمعي ،لم تكن أسوء ما لدينا وفينا. وأن سلب الناس حقهم في الحميمة هو أقصر الطرق لتجريدهم من إنسانيتهم التي هي شرط تميزهم داخل المجموعة الحيوانية.
الأستاذ يعقوب ولد السيف