
في هذا الحي الواقع بمقاطعة تيارت في منطقة امكيزيرة3 المحصورة بين "المشروع" و"اتحادية النقل" تعيش عشرات الأسر في إحدى أكبر بؤر العشوائيات في المقاطعة، في وضع يطبعه البؤس والتهميش بفعل ظروف السكن المزدحم في أعرشة وبيوت من الصفيح مقامة في حي عشوائي يفتقر لجميع المرافق الضرورية لحياة كريمة،.
في هذا الحي تتزاحم الأنفاس وتتراكم صور البؤس والضياع، مخلفة أجيالا من الأطفال والشباب المهددين بالانحراف في مسارات الجريمة، ومنذرة بكارثة إنسانية تتفاقم في ظل تعذر الحصول على أبسط الخدمات من ماء وكهرباء وصرف صحي.
*بناء في الظلام!*
ويلجأ سكان هذه الأعرشة، في ظل وضع عدم الاستقرار، وغياب الترخيص، إلى البناء البدائي المخفي عن الأنظار من وراء حجاب، وفي أوقات خاصة، لإقامة بيوت إسمنتية، توفر لهم الحد الأدنى من السكن، وتساهم في تكريس وفرض "الأمر الواقع".
ورغم غياب إحصائية دقيقة لسكان هذا الحي العشوائي فإن التقديرات الأولية تشير إلى أنه مأهول بعشرات الأسر، في حيز مكاني مكتظ لايمكن بأي حال من الأحوال أن يسع الجميع في حال تخطيطه فعليا.
*مخاطر محدقة!*
يشكو سكان المنازل المجاورة للحي من مخاطر حقيقية تسببها هذه العشوائية القابلة للانفجار في أي لحظة، ففضلا عن تمددها المستمر الذي أدى إلى انسداد الطرق المؤدية إلى كثير من المنازل المجاورة، فإن وصول سيارات الإسعاف والإطفاء إلى داخل المنطقة في حال حصول أي طارئ -لاقدر الله- أصبح أمر مستحيلا، كما يخشى سكان الحي من تحول المنطقة إلى بؤرة للجريمة والانحراف بفعل البؤس والتهميش، كما أن تراكم القمامة والمستنقعات في الشوارع، وأمام المنازل القريبة، بفعل غياب أي مرافق للصرف صحي داخل هذه العشوائية، يجعل المنطقة مهددة بكارثة صحية.
*فضاء عمومي!*
وتظهر المخططات الرسمية القديمة الحيز الترابي الذي يحتله هذا الحي العشوائي، كفضاء يعود للملكية العمومية وقد خصص لساحة عمومية ونقطة صحية، وهي خدمات تفتقر إليها المنطقة بالفعل، كما لم يظهر أي تخطيط جديد للحي كمنطقة سكنية ضمن المخططات الحديثة.
وفي الوقت الذي يتساءل فيه سكان هذا الحي عن "نصيبهم" من جهود محاربة الغبن والتهميش وتوفير السكن اللائق والحياة الكريمة للمواطن، يستغرب مواطنون على الطرف الآخر تجاهل معاناتهم من انسداد الطرق وتعطيل المرافق الضرورية وتراكم القمامة وانتشار التوصيلات الكهربائية غير الآمنة، في ظل تخلف فرق وزارة الإسكان المعنية بفتح الطرقات وحماية المجال العمومي عن معاينة هذا الطرف غير القصي من العاصمة، وافتقاد تدخلات "التآزر"..



