موريتانيا والإمارات : 745 مليار أوقية تنشر عطر تاريخ من العطاء هذا ما كتبه ولد داداه عنه

اثنين, 03/02/2020 - 06:39

نوافذ (نواكشوط ) ــ أجمع المراقبون على نجاح زيارة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لدولة الإمارات الشقيقة والتي توجت بإعلان الإمارات عن تخصيص مبلغ ملياري دولار أي ما يساوي 745 مليار من الأوقية الموريتانية القديمة ، لإقامة مشاريع استثمارية و تنموية و قروض ميسرة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، وذلك لدعم القطاعات الحيوية والخطط التنموية في البلاد.

كما تبادلت موريتانيا والإمارات العربية المتحدة، خلال الزيارة 6 مذكرات تفاهم، واتفاقية قرض.

وتعنى مذكرة التفاهم الأولى بالإعفاء المتبادل من التأشيرة، تبادلها وزيرا خارجية البلدين، أما المذكرة الثانية، فكانت بين المجلس الأعلى للأمن الوطني والإدارة العامة للأمن والتوثيق الخارجي، وتعنى المذكرة الثالثة بالتعاون الفني والعسكري، وتهم الرابعة مجال التعليم، والخامسة تخص مجال الرعاية والتنمية الاجتماعية.

فيما أبرمت المذكرة السادسة بين هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني.

وكانت الاتفاقية الوحيدة، التي وقع عليها الجانبان، حول تمويل برنامج دعم المشاريع متناهية الصغر، والصغيرة والمتوسطة.

ويأتي عطاء الإمارات السخي لينفض الغبار عن تاريخ من العلاقات المشتركة المثمرة دشنه الرئيسان المرحومان المختار ولد داداه والشيخ زايد ، حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين بصورة رسمية عام 1973 حيث افتتحت موريتانيا سفارة لها في أبوظبي عام 1974، ليعقب ذلك افتتاح دولة الإمارات لسفارتها في نواكشوط في العام 1994.

وتطورت هذه العلاقات بعد الزيارة التي أداها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لموريتانيا عام 1974.

وتعتبر هذه العلاقات نموذجا للعلاقة الأخوية القائمة على الاحترام والتعاون والتواصل، والمبنية على العديد من القواسم المشتركة.

زيارة ولد الغزواني إذن تمثل بجلاء حرص الخلف على صيانة وحفظ وتعهد ما شيده السلف ، حرص ترجمه الرئيس غزواني في أول تغريدة له في حسابه الجديد بتويتر حيث كتب :  فى إطار الزيارة الرسمية التي أقوم بها للشقيقة الإمارات العربية المتحدة حظيت باستقبال كريم من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. واتفقنا على ان نبذل ما بوسعنا لتعزيز وتطوير العلاقات الموريتانية الإماراتية التاريخية والمتميزة، لتشمل كل أوجه التعاون والتنسيق، وتغطى كافة المجالات..

وكان الرئيس المختار ولد داداه قد أشاد في مذكراته "موريتانيا على درب التحديات " بجودة هذه العلاقات وكتب في متفرقات جمعناها ما نصه :

" كانت علاقاتنا مع دول المشرق العربي كلها طبيعية إذا لم نقل إنها جيدة ..وقد قادتني زيارات رسمية إلى الكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين ، وقطر .

ومن جهة أخرى فإن اثنين من قادة تلك المنطقة قد قاما بزيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية سنة 1974 هما صباح السالم الصباح أمير الكويت ، والشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة اللذان ربطتني وإياهما عرى الصداقة ، وقد ساهمتا إلى جانب قطر في تمويل بعض مشاريعنا التنموية وخاصة طريق الأمل ، وذلك بقيمة 460 مليون فرنك فرنسي ، وذلك حين افتقدنا الدعم من فرنسا والدول الأوربية .

وزيادة على ذلك ساهمت الإمارات في دعمنا ماليا في حرب التوحيد الوني ، وأوفدت الجمهورية الإسلامية الموريتانية بدورها مجموعة من القضاة إلى الإمارات العربية المتحدة بطلب منها ، فقد صرح لي الشيخ زايد وهو يقدم طلبه بهذا الشأن قائلا : "إن حكمة دولة الإمارات العربية المتحدة تعبيرا منها عن ثقتها بحكومة موريتانيا تفضل أن تتوجه إلى الجمهرية الإسلامية الموريتانية للحصول على هذه المساعدة الفنية البالغة الأمية بالنسبة لها بدل أن تتجه إلى بلدان عربية شقيقة أخرى " وأردف قائلا "وفضلا عن ذلك سنطلب منكم وكلاء شرطة وبعض اليد العاملة المتخصصة وغير المتخصصة .." والتحق القضاة المعنيون بدولة الإمارات العربية المتحدة في 1977م .

ويعود الفضل للإمارات والكويت في تمكيننا من استصلاح نهر السنغال وكان يلزمنا لهذا الغرض ما بين 500 إلى 800 مليون دولار ، فقد قاطعت فرنسا والبنك الدولي منظمة استثمار نهر السنغال ،  وحددت المجموعة الأوربية سقف مساعدتها ب 200مليون ، فتوجهت في 11 ديسمبر 1977م إلى الخليج صحبة الرئيسين سينغور وموسى اتراورى للحصول على تمويلات بديلة وقد وجدناها ... وكان لدى أشقائنا العرب عشية الانقلاب الاستعداد نفسه لتمويل مرحلة أخرى من مراحل تنميتنا الصناعية هي استغلال منجم الكَلابة ، حيث كانوا جاهزين لتقديم مليار دولار في الحال ، وهو ضعف المبلغ الذي كنا نبحث عنه ... "

المرحومان المختار والشيخ زايد