ظفِرَتْ يدِي -إِذْ أنا على نجاد تندوجة الوسيمة-، بكتاب نبيلِ القَصْد، متدفقٍ أنيقٍ ثمين، "لا يُشتكَى قِصرٌ منه ولا طولُ".
أَصاب المَحَزّ، وطبَّق المَفصِل، ولم يدَع في القوس مَنزَعا.. ولم يُبق حاجة في نفْس يعقوب.
خرجت من المكتبة الإسلامية، بكتاب "الروضة الندية من معاني القصيدة المولدية"، وهو عمل في غاية الروعة قام به الأستاذ الجليل الشيخ إسماعيل بن محمد يحي ابن أشفقنا الله، على مولدية الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيدي..
بدأت مطالعة الكتاب، وكان عدوا لدودا للمشاغل الدنيوية الكثيرة، فقد بزها وقتها.
الكتاب متميز شكلا ومضمونا..
إن السفينة لا تجري على اليبس
قالوا سنصقل من شوب ومن دنس
تعليمنا فهو للأجيال كالقبس
قلنا لهم هذه والله غايتنا
كانت لنا حُلُما يجري مع النفس
لكنها مسلك صعب وسالكه
يرميه من شاء بالتخريف والهوس
ومن تجرد للإصلاح يحسبه
أمرا بسيطا سيلفي الأمر غير بسي(ط)
لو أن أول من مروا وآخرهم
مَنْعُ السُّؤال يوم الجمعة..
نَقَلَ الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله، أن الخليفة المكتفي أراد أن يحبس وقفا تجتمع عليه أقاويل العلماء، فأحْضِر له الإمام العلم المجتهد أبو جعفر ابن جرير الطبري، فأملى عليهم كتابا لذلك، فأخْرِجَت له جائزة، فامتنع من قبولها، فقيل له: لا بد من قضاء حاجة، فقال: أسأل أمير المؤمنين أن يمنع السؤال يوم الجمعة، ففعل ذلك..(سير أعلام النبلاء ـ الجزء الحادي عشر ـ صفحة 167 ـ طبعة دار الحديث 2006)..