الشخص الهادئ الكتوم الميال للصمت لا يستثيره ويستفزه للخروج من صمته سوى أمر جلل
لا اريد القول إن رئيس الجمهوربة خرج عن صمته لكن دعونى أفول إن الصمت نفسه ضاق ذرعا بكل ذلك الهدوء
بعد ما يليق بمقامك من تقدير، أكتب إليك هذه الخاطرة الخاطفة، لأطلب منك، على أعتاب الذكرى 64 للاستقلال الوطني، أن تتخذ قرارا حاسما بقلب صفحة الاحتكار الفئوي لما يعرف بـ"المقاومة". وأشد كريم انتباهك إلى أن كل الفئات الموريتانية قاومت الاستعمار حسب المتاح. وإن عليك أن تُحْدِث قطيعة تاريخية مع القراءة الأحادية، النمطية، الضيقة والمتخلفة لتاريخنا.
مرت أربعون سنة على خطاب “لقبيلات” الشهير، الذي ألقاه الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع في مستهل حكمه بمدينة النعمة، في ولاية الحوض الشرقي.
كان ذلك الخطاب، رغم قساوة عبارة " لقبيلات" التي ارتبط بها في الذاكرة العامة، يحمل في جوهره رسالة تنبيهية إلى الشعب حول ضرورة مواكبة الحداثة والتعقل في التعامل مع تحولات الزمن.
وأذكر أنه في تلك الفترة بالذات صرّح في مناسبة أخرى بأن على الموريتانيين أن ينتقلوا "من عصر المعزة إلى عصر الكهرباء".
ظل الأساتذة في مجال الترقيات محافظين على وحدة الصف المهنية، فلم يقص أستاذ مساعد(أستاذ مرحلة أولى) من ترقية لأن أستاذ مرحلة ثانية أحق منه بها لفارق الدرجة..
عمل كثير من أساتذة المرحلة الثانية تحت إمرة رؤساء مؤسسات تعليم إعدادي، وأحيانا مديرن جهوين من أساتذة المرحلة الأولى..
أثار آخر تقرير صادر عن ديوان المحاسبة، رغم انحيازه، ناقوس الخطر بشأن سوء الحوكمة الذي يطبع العمل العمومي في جميع قطاعات النشاط في بلدنا.
لقد روى العسكريون المتقاعدون، شأنهم شأن زملائهم من العمال المتقاعدين في مؤسسات الدولة الأخرى، ترابَ وطننا بدمائهم وعرقهم طوال عقود من التضحيات والمعاناة.
ليس من الوفاء ولا من تمام الاحتفاء أن تُكرَّم "المحظرة" ورجالها، وأن تُسلَّم الجوائز للفائزين في نسخة مسابقتها الثانية عشرة، بينما يُغيَّب عن المشهد صاحب الفكرة الأولى، وباعث الشرارة التي أضاءت هذا الصرح العلمي والإعلامي؛ مؤسس إذاعة القرآن الكريم، وراعِي فكرة قناة المحظرة، ومن ذاد دون مشايخها وجاهد في سبيل حفظ مكانتهم وهيبتهم.
قبل أيام، تابعنا، بفرح، إعلان السلطات تجاوز أزمة الطمي في أهم مورد يزود العاصمة بمياه الشرب. وكان ذلك مثالًا على العمل الفني الناجع، حين تتوفر الإرادة وتُخصص الموارد ويُحترم التخطيط. لكن… ماذا عن الأوجه الأخرى للطمي المترسب في مفاصل الدولة وقطاعاتها الحيوية؟
فمتى نتجاوز الطمي في الكهرباء لنضع حداً للانقطاعات المتكررة التي ترهق المواطن وتعطل الإنتاج؟